• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حروب المضائق والممرات والطاقة والمواصلات من بوابة غزة..! .

حروب المضائق والممرات والطاقة والمواصلات من بوابة غزة..!

 

 

 

 

 

 محمد صادق الحسيني
 
ثمة حرب خفية تقودها اميركا لاستعادة هيمنتها المكسورة الجناح على يد قوى الشرق الصاعدة والتي باتت بيضة قبانها ابران ومحور المقاومة والتي تدور رحاها خلف الكواليس وفي غرف الظلام وتحشد لها قوى الغرب الجماعي في كل ساحات وميادين التجارة العالمية لاسيما الطاقة.
انها تتجلى في احد اوجهها المهمة في حرب المضائق والممرات والبحار والمحيطات ونحن المسلمون والعرب وفلسطين في قلبها -كما كنا دوما ولا نزال- واليكم بعض مفاصلها الحالية :
١) ان الحرب الاسرائيليه ، على قطاع غزة ، هي جزء من الصراع العالمي بين الصين والولايات المتحدة ، بشكل خاص ، و الولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي ضد الصين ، بشكل عام .
٢) صحيح ان ادوات الحرب ، على قطاع غزة ، هي اسرائيلية فقط في الظاهر حتى الان ، لكن من يخطط لها ويديرها ( حتى ميدانياً ) ، هم جنرالات امريكيون يعملون في هيئة الاركان العامة الاسرائيلية بشكل مباشر .
هذا بالاضافة الى مشاركة ضباط عمليات امريكيين ، بشكل مباشر في ادارة غرف القيادة والسيطرة الاسرائيلية داخل قطاع غزة …….. ضباط يرتدون الزي العسكري الاميركي الرسمي ، علاوة على المرتزقة .
٣) اما عن مصلحة الولايات المتحدة ، في تمويل وادارة هذه الحرب على قطاع غزة ، فتتمثل في انه لما كان حزب الله اللبناني و حماس والفصائل الاخرى في القطاع ، الى جانب حركة أنصار الله ( الحوثيين ) في اليمن والحشد الشعبي العراقي ، نسبياً ، وايران يشكلون العائق الاساسي ، امام اعادة تكريس الهيمنة الاميركيه المطلقة ، على منطقة “الشرق الاوسط” ، فان هذا الامر هو الذي جعل الولايات المتحدة تنخرط بشكل مباشر في الحرب على قطاع غزة وعلى لبنان ( المقاتلات الاميركيه من طراز F 15 شاركت التشكيل الجوي الاسرائيليي الذي انطلق من قاعدة حنطور الجوية الاسرائيلية ، يوم ٢٧/٨/٢٠٢٤ ، في قصف مقر القيادة العامة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية واغتيال قائد الحزب ، السيد حسن نصر الله كما تؤكد التقارير الميدانية .
كما ان الولايات المتحدة قد شنت عدوانين واسعي النطاق ، ضد اليمن ، من خلال تشكيل القوة البحرية / الجوية الاطلسية ، التي اسموها : حارس الازدهار في البحر الاحمر ومن ثم بدء حرب جوية اميركية بريطانية صرفة ، ضد اليمن ، استمرت حوالي شهرين .
بينما ظهرت قمة العدوانية الاميركية في شهر حزيران الماضي ، عندما شاركت الولايات المتحده العدو الصهيوني ، من خلال مشاركة سلاح الجو الاميركي ، الى جانب سلاح الجو الاسرائيلي ، في شن حملة جوية ، تتوجت بمشاركة قاذفات القنابل الإستراتيجية الاميركية ، من طراز : B 2 Spirit , في قصف اهداف استراتيجيه ايرانيه ، بتاريخ ٢٢/٦/٢٠٢٥ .
٤) اما البعد الاستراتيجي ، لمحاولات الولايات المتحدة الاميركية اعادة تكريس هيمنتها المطلقة على منطقة “الشرق الاوسط” ، نقول ان البعد الاستراتيجي ، لهذه السياسه ( القضاء على ايران وحلفائها في المنطقه ) من وجهة النظر الامريكية هو :
حرمان الصين من موارد الطاقه العربية الرخيصة ( نفط وغاز ) . وذلك في اطار الصراع الاقتصادي الاميركي الصيني .
وهذه نفس التكتيكات ، التي استخدمتها واشنطن ، في تحييد المنافس الاقتصادي الاوروبي ، من خلال حرمان اوروبا من مصادر الطاقة الروسية الرخيصة ، حيث كانت الدول الاوروبية تشتري الغاز الروسي بسعر : مائتين وثمانين دولاراً لكل الف متر مكعب من الغاز الطبيعي ، الذي كان ينقل بواسطة شبكة انابيب ، بينما هم يشترون الغاز المسال حالياً ، من واشنطن وغيرها ، بسعر : اربعة آلاف دولار لكل الف متر مكعب .
انظر الى الاقتصاد الالماني بشكل خاص وبقية الاقتصادات الغربية …….
٥) من هنا ، فان الحرب الاميركية الاسرائيلية التي نشهدها ، على جبهات “الشرق الاوسط” المختلفة ، ما هي الا استمرار للسياسة ، العدوانية الاميركية الاسرائيلية ، بوسائل اخرى ، كما يقول عبقري العلوم العسكرية الالماني ، الجنرال كارل كلاوسوفيتس / Carl Clausewitz / في كتابه : في الحرب / On War .
٦) وانطلاقاً من ذلك فان محاولات واشنطن وتل ابيب ، القضاء على اعدائهما ، في المنطقة ، ستستمر طبقا لمخططهما حتى :
— نزع سلاح كل التنظيمات الفدائية ، في لبنان وفلسطين واليمن والعراق ، إضافةً الى تفكيك برنامج ايران النووي ، تمهيداً لاضعاف الدولة الايرانية واسقاط نظام الحكم الاسلامي فيها ، وبالتالي فتح المجال للشركات الاميركية للسيطرة على مصادر النفط والطاقة ، من قرقيزستان شرقاً ، عبر اوزبكستان وتركمانستان ( غنية بالغاز ) وايران ( بعد اسقاطها حسب الخطط الاميركية ) الى العراق فالساحل السوري ، وبناء مجمع صناعي لتصدير الغاز الى اوروبا في اليونان .
وبذلك تحقق واشنطن هدفين في آن واحد :
الاول : هو حرمان الصين من مصادر الطاقة الرخيصة نسبياً المتوفرة في الدول المذكورة اعلاه .

الثاني : هو تعزيز الهيمنة الاميركية ، على مصادر وتجارة مصادر الطاقة ، وتكريس حرمان اوروبا منها ، الا من خلال الشركات الاميركية ، التي ستبيعها باسعار خيالية / Monopoly .
٧) الا ان هذه المخططات الاميركية / الصهيونية ( رأس المال الاميركي اليهودي المسيطر ) تواجه تحديات عديدة ، اهمها :
— ان ايران وحلفاءها قد قرروا عدم الاستسلام لهذه المخططات وانهم سيردون ، على اي عدوان جديد ، بحرب شاملة في غرب اسبا كلها ، وهو ما يعني ضرب كافة المصالح الاميركية في المنطقة ، وعلى رأسها المصالح النفطية ( صناعة النفط ……أرامكو وغيرها ) .
وكذلك اغلاق مضيقي هرمز وباب المندب ، الامر الذي سيؤدي الى انهيار اقتصادي عالمي .
— توجيه ضربات صاروخية قاتلة للعدو الصهبوني هذه المرة ، ليس فقط من ايران وانما من العراق واليمن ، (وربما سورية) ، وطبعاً من لبنان .
كما لا تستبعد اوساط الاستخبارات العسكرية ، في دول اطلسية ، تحرك بري عراقي ( الحشد الشعبي العراقي ) ، عبر شمال الاردن وجنوب شرق سورية .
وقد اجبر هذا الاحتمال وزارة الحرب الاسرائيلية على تشكيل فرقة عسكرية جديدة ( مدرعات ) اطلقوا عليها اسم :
الفرقه ٩٦ . علماً ان منطقة انتشار هذه الفرقة تمتد من الحمة السورية ( مستوطنة : عين جيڤ / Ain Giv / ، جنوب شرق بحيرة طبريا شمالاً وحتى مستوطنة : الموغ / Almog ، غرب البحر الميت ، حسب بيانات هيئة الاركان العامة الاسرائيلية.
ما يعني ان القياده العسكرية الاسرائيلية تضع احتمال تعرضها لهجوم ، بري واسع النطاق ، تنفذه مجموعات فدائية عربية مشتركة ، عبر شمال الاردن ، تضعه في اولويات خططها لمواجهة احتمال الحرب الشاملة في الشرق الاوسط ، التي ستكون مختلفة تماما ، عن كل ما شهدته تل ابيب من حروب .
٨) الا ان تطوراً واحداً قد يغير كل هذا المشهد ، الذي تم شرحه اعلاه ، ويبعد شبح الحرب الشاملة ، عن المنطقه وعن العالم ( خاصة وان الرئيس الاميركي بدأ قبل يومين بالتهديد بحرب نووية ) ، وهذا التطور هو :
– الاطاحه بداعية الحرب ، الرئيس الاميركي وبرئيس الوزراء الاسرائيلي ، صاحب نظرية النصر المطلق ( تعبير نازي ……..Endsieg …….. إِند سيغ ) .
كل هذا المشهد الدولي المشحون بالحروب العدوانية زادت عليه واشنطن بفتح ساحة جديدة للحرب العالمية على الممرات وفي المحيطات وهي:
— السياسه العدوانية الاميركية ، المتمثلة في مواصلة دعم استمرار الحرب الاطلسية ضد روسيا ( وان بشكل غير مباشر عبر دول حلف شمال الاطلسي الاوروبية ، الى جانب خطط ترامب العسكرية للتدخل مجدداً في افغانستان وحديثه اللامسؤول عن ضرورة سيطرة سلاح الجو الأميركي على قاعدة : باغرام الجوية ، شمال شرق كابول .
وما يخطط له من حروب تدخل جديدة ، في اميركا الجنوبية ، بدأً بالحشود البحرية والجوية الاميركية الضخمة ، التي أمر ترامب بنشرها قبالة سواحل دولة فنزويلا وفي بورتوريكو واماكن اخرى في البحر الكاريبي.
انها معركة جوهرية تخوضها الانسانية ضد الشيطان الاكبر وكلب حراسته في منطقتنا نأمل ان ننجح فيها بفضل الوعي المتنامي للشعوب ولقوى التحرر العالمية المدافعة عن الحق وفي مقدمته في غزة وفلسطين وهو المسار الذي يتقدم وان ببطء ولكن بتؤدة نحو اسقاط هذا التوحش الصهيوني والهيمنة الامريكية.
عالم بنهار
عالم ينهض


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=12732
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 09 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 10 / 18