• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : معادلة الصمود والنصر بين ميدان السبعين وغزة..... اليمن تحت غيث النصر. .

معادلة الصمود والنصر بين ميدان السبعين وغزة..... اليمن تحت غيث النصر.

 

 

 

 

 

 عدنان عبدالله الجنيد.

الحمد لله القائل:(وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)،(سورة الأنفال – آية 11).

في ظل هذه الآية البليغة، التي تنطق بروح النصر وتثبت الأقدام في ميادين المواجهة، شهد ميدان السبعين في قلب العاصمة صنعاء اليوم مشهدًا استثنائيًا. فالمطر الذي هطل في لحظة احتشاد الحشود المليونية لم يكن مجرد تقلبٍ من تقلبات الطقس، بل كان مباركة إلهية، وبشارة ربانية، وتثبيتًا من السماء لشعبٍ عقد العزم على نصرة الأقصى وتحرير فلسطين، بقيادة القائد العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.
نزول هذا الغيث الطاهر، في وقتٍ استجابت فيه جماهير شعب الإيمان والحكمة لنداء الجهاد، حمل معه دلالات عظيمة:
شرارة انطلاقة جهادية جديدة، ونذر نصر قادم، ووعد صادق بأن هذه الأرض لم تُخلق ليدوسها المحتل.
كان الغيث رسالة معنوية عميقة تُذهب وساوس الشيطان، وتربط على القلوب، وتُبقي الروح متوثبة، والعزيمة متقدة، والصفوف متماسكة.
وفاءٌ تحت المطر… مشهدٌ يزلزل قلوب المحتلين:

غزارة الأمطار لم تثنِ الخطى، بل زادت الموقف رهبة وجلالًا. فقد خرج الشيوخ بعمائمهم المبللة، والأطفال ببراءتهم التي تشبه المطر الطهور، يهتفون لــ"غزة" بصوتٍ اخترق ضجيج العالم.
إنه مشهد يترجِم وفاءً لا يُشترى، ورسالةً أن فلسطين ليست عابرة في الوجدان اليمني، بل هي عقيدة راسخة. مشهد يقول للعالم: نحن لا نتضامن بالكلمات، بل بالدم، بالصمود، وبأن نكون الرفيق الأوفى في درب المقاومة.
الميدان… ساحة تلاقي الإرادة الشعبية بالقوة العسكرية:
هذه الحشود المليونية في السبعين لم تجتمع عبثًا؛ فهي امتداد لخط النار، وذراع المقاومة الممتدة من اليمن إلى فلسطين.
كل هتاف، وكل خطوة، وكل قطرة غيث، كانت غطاءً تعبويًا يمدّ جبهات البحر والجو والصواريخ بطاقة الصمود، ويرسم معادلة تقول للعدو: إن المعركة معنا ليست على حدود فلسطين وحدها، بل على امتداد البحر الأحمر والبحر المتوسط وما بعدهما.
إن التلاحم بين الشارع المقاوم والميدان العسكري هو سرّ المعركة. فحين يهتف الميدان، تتحرك المقاتلات المسيرة، وتدك الصواريخ أهدافها، وتغلق القطع البحرية شرايين الإمداد عن العدو.
المطر… سلاح معنوي يقلب قواعد الحرب النفسية:
في مفاهيم الحرب النفسية، يُعدّ الطقس القاسي عنصر إنهاك للجموع.
لكن في اليمن، انقلبت القاعدة:
المطر أصبح وقودًا للروح، لا عائقًا لها.
كل قطرة تحوّلت إلى قسمٍ جديد بأننا لن نحيد عن طريق الحق.
كل هطلة غيث أيقظت في القلوب صلابةً مضاعفة وإيمانًا أعمق بأن النصر وعد الله لعباده الصادقين.
صنعاء بوابة البحر… وغزة بوابة القدس:
اليمن لا يكتفي بالهتاف، بل يترجم الموقف إلى أفعال:
البحر: إحكام السيطرة على باب المندب وخنق الممرات البحرية أمام سفن العدو.
الجو: طائرات مسيرة تحلق في عمق السماء الفلسطينية المحتلة، حاملة رسائل نارية.
الأرض: صواريخ باليستية تدكّ أوكار العدو وتجعل ليله نهارًا.
هنا تتجلى وحدة الجبهات: من صنعاء المحاصرة إلى غزة المحاصرة، من الميناء اليمني إلى شواطئ حيفا، معركة واحدة ونبض واحد.
تحالف الدم… محور المقاومة على قلب رجل واحد:
اليمن يقف اليوم مع لبنان، مع العراق، مع سوريا، مع إيران، في جبهة واحدة.
غزة تزلزل الأرض تحت أقدام المحتل.
حزب الله يضرب الشمال الصهيوني بقوة لا تعرف التراجع.
اليمن يخنق الجنوب الاستراتيجي للاحتلال ويضربه في خاصرته البحرية.
هذا ليس تحالفًا عابرًا، بل قسمٌ أبديٌّ على أن فلسطين أمانة لن تضيع.

الموقف اليمني… والمرحلة الرابعة من الردع:

ما نشهده اليوم تحت المطر هو في جوهره إعلان عملي عن الدخول القوي في المرحلة الرابعة التي حددها السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله ،في مسار الردع الاستراتيجي:
توسيع نطاق الاستهداف البحري ليشمل السفن العسكرية والتجارية المرتبطة بالعدو أينما كانت.
تكثيف الضربات الجوية والصاروخية في العمق الاستراتيجي للكيان.
تحويل البحر الأحمر وخليج عدن إلى ميدان مفتوح لقطع شرايين الإمداد الصهيوني والغربي.
بهذا، فإن الحشود المليونية التي غسلتها السماء اليوم، هي في حقيقتها غطاء شعبي وسياسي ومعنوي يشرعن ويندفع به اليمن نحو تصعيد عسكري أكبر، وفق رؤية واضحة المعالم، نحو تحرير فلسطين وكسر الهيمنة الأمريكية–الصهيونية في المنطقة.
رسالة الإنذار إلى العدو:
إلى العدو الصهيوني ومن يقف خلفه:
لا تراهنوا على تعب هذا الشعب، ولا تحسبوا المطر دموعًا، فهو غسيلٌ للروح قبل العاصفة.
اليمن اليوم لا يخرج ليواسي غزة فقط، بل ليقول: الحرب الشعبية الكبرى بدأت، ومن تحت المطر سيأتيكم البرق والصاعقة.
خاتمة… تحت المطر بدأ العد التنازلي:
في كل جمعة، يجدد اليمن عهده: نحن مع القدس، مع فلسطين، حتى آخر رمق.
اليوم كان المطر شاهداً، وغدًا ستكون الصواريخ شاهدة، وبعد غدٍ سيكون النصر تاجًا على جبين هذه الأمة.
فلتسمع تل أبيب، وليسمع العالم:
اليمن ليس متفرجًا… اليمن ليس مكسورًا… اليمن هو الصخرة التي تتحطم عليها أمواج الغزاة، واليوم… تحت المطر… بدأ العد التنازلي لزوال كيانكم.


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=11683
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 2