• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : تقارير .
              • القسم الفرعي : التقارير .
                    • الموضوع : "بين ثنايا الخبر " .

"بين ثنايا الخبر "

 

 

 

 

 


✍️ماجد الشويلي
      


🔻الخبر 

((تحرير العراق من ايران))!!!

‎نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية في  يوم 2025/4/4 خبرا مفاده

‎قدّم عضوان جمهوريان في الكونغرس الأميركي مشروع «قانون تحرير العراق من إيران»، يهدف إلى تقليص نفوذ طهران في العراق ودعم استقلاله.

🔻 التحليل

لقد تمادت الولايات المتحدة باستهتارها وتفرعنها كثيرا الى حد فاق التصور والتوقعات ،
وقد تخطت بذلك كل الأطر القانونية والأخلاقية 
والاعراف الدولية ، ولم تعد تنظر لشئ باحترام مطلقاً.
فبعد أن أرغمت العراق على قطع استيراد الغاز الايراني الذي يشكل ركيزة مهمة لتوفير الطاقة الكهربائية ، ها هو الكونغرس الأمريكي يتهيأ لاستصدار قانون مايسمى ((بتحرير العراق من ايران)) فهل يوجد أقبح من هذا الشعار وأكثر استهتارا من هذه الخطوات والمساعي الاجرامية ؟؟
العراق الذي تحتله أمريكا وتهيمن على مقدراته وأمكانياته وتتدخل بأدق تفاصيله السياسية ومع ذلك تدعي أن ايران هي من تحتله، 
فيا للعجب ثم يا للعجب أين وصل الطغيان والعنجهية الأمريكية .
إن هذا القانون ينطوي على محاذير حقيقية 
وله تداعيات خطيرة للغاية على صعيد العراق والمنطقة بل العالم. 
وقد يأتي في سياق التحضير لمشروع (محو العراق) الذي تلكأ كثيرا بحكم الموقف الصارم (للمرجعية الدينية العليا)( والارادة الوطنية الحرة) لابناء الشعب العراقي في أكثر من محطة مفصلية مرت عقب سقوط الصنم في 2003 .
 لو كتب  لهذا القانون أن يرى النور 
فإنه يلزم وزارة الخارجية ووزارة الخزانة والوكالة الأميركية بوضع استراتيجية شاملة خلال 180 يوماً لتقليص نفوذ إيران في العراق وحل الحشد الشعبي ، وايقاف المساعدات الأمنية للعراق الى حين اقصاء القوى الموالية لايران _بحسبهم_من الساحة العراقية..
وهنا لابد من الاشارة الى جملة من النقاط الحساسة بهذا الشأن.

أولا:- إن العراق يعاني مما هو أكبر من الاحتلال وهو الهيمنة الأمريكية المطبقة على كل تفاصيله وحيثياته السياسية والاقتصادية والأمنية.
وهي (أمريكا) تتبجح باستئثارها به والسيطرة على قراراته ، بل انها بذلك تدعي القدرة على التحكم بالارادة العراقية وتوجيهها كيفما تشاء.

ثانيا:- إن أمريكا الآن تضع الشعب العراقي أمام مسؤولية تأريخية كبيرة، فحجم الاستهتار والغطرسة التي تبديها حيال الشؤون العراقية أكبر بكثير من طاقة الحكومة وقدراتها الدبلماسية .
ولذا أرى أن المهمة باتت على عاتق الشعب بشكل مباشر .
وهذا لايخلي ساحة الحكومة وجميع المرجعيات الدينية والشعبية والثقافية وغيرها عن المسؤولية .

ثالثا:- إن هكذا ارهاصات وتخرصات أمريكية ناجمة عن استخفاف واستحقار للشعب العراقي وسيادته.
وهي بذلك تؤكد صوابية منهج الصمود والتضحية الكربلائية التي انتهجها أهل غزة ولبنان واليمن .
مع انقطاع جميع السبل والخيارات الأخرى التي يمكن التعويل عليها للحفاظ على الاوطان والعيش بأمن وكرامة.


رابعا:- ان اعداد مسودة هذا القانون في الكونغرس الامريكي في هذا الوقت بالتحديد، يشي بنية مبيتة لالحاق العراق باسرائيل ، وارغام الحكومة العراقية سواء الحالية أو المقبلة ، على الانخراط بمشروع التطبيع مع اسرائيل .تمهيدا لاعلان نجاح مشروع اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات.

خامسا:-مما لاشك فيه أن لهذا القرار _حتى وهو مجرد مسودة حاليا_  تداعيات على الاداء الحكومي وعلى علاقة القوى السياسية ببعضها البعض ،فضلا عن تأثيراته على الانتخابات المقبلة وخارطة التحالفات السياسية فيها.

سادسا:- لو تم بالفعل اقرار هذا القانون فاننا سنشهد حتما مواجهة شرسة بين الجمهورية الاسلامية وايران ، ليس وفقا لمفهوم تحويل العراق الى ساحة لتصفية الحسابات، 
وانما لاستهداف الولايات المتحدة لايران بشكل مباشرة والعمل على خنقها امنيا واقتصاديا واجتماعيا .
فالروابط الغائرة في تخوم التاريخ بين ايران والعراق لايمكن اجتثاثها بسهولة ، وهي ليست سياسية فحسب ، بل أكبر وأشمل من ذلك بكثير الى الدرجة التي جعلت من الامن القومي للبلدين (العراق وايران) أمرا واحدا


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=10091
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 19